دوائر أبورحاب للعلاقات البينشخصية (ACIR)

قام أبورحاب وعلى أساس من فرضياته التي وضعها حول ما أطلق عليه تحليل المحتوى العقلي The mental content analysis (MCA)، قام ببناء أداة أطلق عليها دوائر أبورحاب للعلاقات البينشخصيةAbourehab Circles for Interpersonal Relationships (ACIR) . وقد استخدم هذه الأداة بفعالية في العلاج الأسري وفي تحسين مهارات التواصل الجيد داخل المجموعات الصغيرة، وفي علاج اضطرابات الشخصية. ويعتقد أبورحاب أنه يمكن استخدامها أيضاً في تطوير المؤسسات بهدف تحسين مهارات التواصل بين الأفراد العاملين بالمؤسسة. يفترض أبورحاب أن أية علاقة إنما يحكمها نظام يعتمد على توقعات أطراف العلاقة كلٌ في الآخر، وإلى أي مدى يتحقق إشباع هذه التوقعات. وتبعاَ لذلك فإن كل طرف من أطراف العلاقة لديه إشباع متوقع يتمنى له أن يتحقق، كما أن لديه إشباع فعلي قد تحقق له بالفعل في الواقع. عندما تكون الفجوة بين الإشباع المتوقع والفعلي أضيق ما تكون، فإن ذلك يعد مؤشراَ لاستقرار العلاقة؛ إذ أن كل طرف قد تحققت توقعاته في الآخر. وعلى العكس من ذلك فإنه في حال إتساع الفجوة بين الإشباع الفعلي والمتوقع لأي من الأطراف فإن هذا يعد مؤشراً على اضطراب العلاقة بينهم فتكون علاقة مُحْبِطة، مما يؤدي إلى الصراع بين أطراف العلاقة. وقد ينتهي الأمر مع استمرار الصراع إلى اتساع المسافة النفسية وخلق علاقات هامشية بين أطراف العلاقة كأحد الحلول الممكنة لإنهاء الصراع. لهذا فإنه من الضروري أثناء عملية العلاج النفسي أن يسعى المعالج لفهم النظام الذي يحكم التفاعل بين العميل والأشخاص المحيطين به في حياته. وكذلك فهم تأثيرات هذه التفاعلات على كل أطراف التفاعل، إذ أن فهم هذا النظام من شأنه أن يساعد المعالج في إجراء التدخلات العلاجية المناسبة لتصحيح العلاقات غير الصحية حتى تكون علاقات العميل بمن حوله مستقرة سواء مع أفراد أسرته أو مع الأشخاص القريبين منه.

وكما هو موضح في النموذج الخاص بالدوائر والمرفوع على هذه الأيقونة فإن هناك العديد من الدوائر مختلفة المحيط والمشتركة في ذات المركز. يوجد العميل في مركز هذه الدوائر، بينما يتواجد الآخرون والذين هم في علاقة معه في باقي الدوائر المختلفة. فيتواجد في كل دائرة من الدوائر شخص أو أكثر، إذ يتواجد في الدائرة الأولى الأقرب للمركز أكثر الأشخاص قرباً في علاقته بالعميل. وبالتالي يتواجد الأشخاص الأقل قرباً من العميل في الدائرة الأبعد من المركز. وتمثل الدوائر الأكثر بعداً من المركز بمن فيها من أشخاص تلك العلاقات الهامشية ذات الإشباعات المتوقعة الأقل مقارنة بغيرها من الدوائر القريبة من المركز والتي تحمل توقعات أعلى للشخص الموجود في المركز. ويمكننا القول أن هناك عقوداً ضمنية غير معلنة ذات بنود وشروط محددة، فإذا ما اتفقت الأطراف المعنية على تحقيق هذه البنود، كان هناك استقرار في العلاقات حتى لو كانت علاقت هامشية. بينما إذا اختلفت أطراف العلاقة حول تحقيق هذه البنود فهنا ينشأ الصراع لوجود فجوة كبيرة بين الإشباع المتوقع والفعلي لهذ الطرف أو ذاك.